ومن المنطلق نفسه، منطلق التحالف (اليهودي - الصليبي)، انطلق اليهود للتحالف مع بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس يوم ذاك.
· لقد بسطت بريطانيا حمايتها على اليهود في المشرق.. وكان الشغل الشاغل لقنصليتها في القدس تسهيل أمور اليهود وحماية هجرتهم والدفاع عنهم أمام الدول الخارجية وبخاصة الدولة العثمانية .
· كما وضعت عددا من قادتها لخدمة اليهود، وفي مقدمة هؤلاء الكولونيل روز والكولونيل تشارلز هنري تشرشل.. ولقد قدم الأخير مذكرة إلى المجلس اليهودي في بريطانيا ورئيسه مونتفيوري يطالبه بالسعي لإنشاء دولة يهودية، ويقترح فيها أن يتولى المجلس اليهودي القيام بمهمة الاتصال بيهود أوروبا بهدف تكتيلهم حول فكرة (قيام إسرائيل) .
· جميع المؤسسات التي أقامتها بريطانيا بعد عام 1840م في منطقة بلاد الشام مثل البعثات الطبية والثقافية والدينية، والمستشفيات والعيادات والمدارس والكنائس وغيرها كانت تخدم الهدف البريطاني بإقامة إسرائيل على أنقاض فلسطين .
· تدخلت بريطانيا عسكريا في سوريا عام 1804م للضغط على الحكم المصري .. بعد أن عجزت عن إقامة تفاهم يهودي معه، ولقد أكد ذلك مونتفيوري (رئيس المجلس اليهودي في بريطانيا) في مذكراته حيث يقول: عبثا حاولت أن أقنع إبراهيم باشا وأباه محمد علي أن يؤجراني أرضا مساحتها خمسون فدانا ! ومائتي قرية من قرى فلسطين لخمسين عاما ، ولهذا السبب فقد اتفقت كل من بريطانيا وروسيا على إنهاء حكم محمد علي في سوريا.
· وزير الخارجية البريطاني (بالمستون) وعن طريق سفيره في الآستانه طلب تذكير الباب العالي بأنه سيكون مفيدا جدا للسلطان إذا ما أغرى اليهود المبعثرين بالذهاب والتوطن في فلسطين.. وأكثر من ذلك فقد طالبت بريطانية الدولة العثمانية في عام 1845 بطرد سكان فلسطين المسلمين وإسكان اليهود مكانهم.